خواطر الشهر الكريم لوزير الأوقاف الخاطرة العاشرة : الإسراف يزيل النعم
الإسراف أمر خطير جدًّا نهانا عنه ديننا الحنيف ، حيث يقول الحق سبحانه : ” وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ “، ويقول سبحانه:” إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا “.
ومن أخطر أنواع الإسراف المنهي عنه , الإسراف في الطعام والشراب بأن نشتري أو نصنع ما لا نأكل ، ثم نلقي به في سلات المهملات ، فهو إضاعة للمال من جهة ، وافتراء على النعمة من جهة أخرى ، فليس من حق من يملك المال أن يؤدي إلى ارتفاع ثمن السلع بالإسراف في استهلاكها فضلاً عن إتلافها ، فضلا عن أن الإسراف أحد أهم عوامل زوال النعمة ، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول للسيدة عائشة (رضي الله عنها) : ” يا عائشةُ أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللهِ تَعالَى فإنَّها قَلَّ ما نَفَرَتْ من أهلِ بَيْتٍ فَكَادَتْ أنْ تَرْجِعَ إليهِمْ” .
على أن كثرة الطعام عند الإفطار تؤدي إلى الفتور في العبادة , أو التكاسل عنها , أو عدم القدرة عليها ، وحسبنا حديث نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” مَا مَلَأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ؛ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ : فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ” ، والوسطية كلها في قول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” كُلوا واشرَبوا وتَصدَّقوا والْبَسوا ما لم يخالِطْهُ إسرافٌ أو مَخيَلةٌ” .